حديثنا في هذا العدد عن المسلمين في مواجهة المعادية والتيارات الغازية.مر علی المسلمين حين من الدهر كانوا فيه سادة العالم وقادة الدنيا، سادوا العالم بالإيمان والقرآن وقادوه بالعلم والإحسان حكموا فعدلوا واؤتمنوا فأدّوا وكانوا للدنيا هداة خير ودعاة رشد. ذهبت جيوشهم إلی كل مكان والمصحف في يد والسيف في يد لا يكرهون أحداً علی الإيمان […]

حديثنا في هذا العدد عن المسلمين في مواجهة المعادية والتيارات الغازية.
مر علی المسلمين حين من الدهر كانوا فيه سادة العالم وقادة الدنيا، سادوا العالم بالإيمان والقرآن وقادوه بالعلم والإحسان حكموا فعدلوا واؤتمنوا فأدّوا وكانوا للدنيا هداة خير ودعاة رشد. ذهبت جيوشهم إلی كل مكان والمصحف في يد والسيف في يد لا يكرهون أحداً علی الإيمان والدخول في الإسلام ولكن ليحققوا الحق ويبطلوا الباطل ويقفوا مع الضعيف ضد القوي ومع المظلوم ضد ظالمه كانت لهم حضارة شامخة الذری، جمعت بين العلم واليقين ووصلت الأرض بالسماء وربطت الدنيا بالآخرة ووفقت بين العقل و القلب، بين المادة و الروح، بين حق الفرد و مصلحة المجموع، كانت كتب المسلمين تدرس في جامعات العالم، كان علماء المسلمين أشهر أسماء أهل العلم في العالم. كانت اللغة العربية لغة العلم في كل أقطار العالم.
بلغ مجدنا إلی أن جلس هارون الرشيد يوماً ينظر إلی سحابة في ‌السماء ويقول لها: شرّقي أو غرّبي فسيأتي ثمرة خراجك إلی بيت مال المسلمين.
هكذا كنا حتی جاء هذا العصر و دار الفلك دورته فإذا نحن في‌ المؤخرة بعد أن كنا في ‌المقدمة، نسير وراء الأمم بعد أن كنا في مأخذ الزمام من القافلة. أصبحنا نسمی العالم الثالث أو البلاد النامية وليس الأمر هذا فحسب بل طمعوا فينا وجعلونا عقيمة، قاتلونا عقر دارنا وما غزي قوم في عقر دارهم إلّا ذلوا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
لا سبيل للكفاح أمام هذا القوی الطمّاعة إلّا بعد أن نتعرف علی اتّجاهاتها المتنوعة ضد الإسلام والمسلمين وها نحن نشير إلی بعضها ونلقي الضوء عليها.
الاتجاه الأول: الجبهة الشيوعية الكافرة، هذه الجبهة تغزونا في الداخل عن طرق أحزابها وعملائها وأدعيائها وتغزونا في‌ الخارج عن طريق تدعيم المعارضين بالتوعية والسلاح.
الاتجاه الثاني: الجبهة اليهودية، هؤلاء اليهود الذين عاشوا متفرقين في أرجاء المعمورة ولم يجدوا لهم صدراً حنوناً إلّا في ديار الإسلام، عاشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين ولم يرضوا في ‌الأخير إلّا باحتلال أرض هي أحب إلینا من أولادنا وهذه الدولة الغاصبة اُسّست في ديار العروبة والإسلام. وقد ذكر الكاتب الفرنسي[رجاء جارودي] الذي هداه الله إلي الإسلام كما نشرت الصحف عنه أنّ أحلام الصهاینة و أباطيلها متنوعة، منها إنهم يقولون إن ملك إسرائيل من الفرات إلی النيل وأنهم يخططون لتقسيم البلاد العربية حولهم حتی يطمئنوا علی وجودهم. فيا إخوتي الأعزة: لا تقولوا هذه أحلام فكثيراً ما نری و نقول هذه أحلام ثم تنقلب إلی واقع ونحن لا نفعل شيئاً.
الاتجاه الثالث: الجبهة الإمبریالية الغربية وعلی رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الجبهة تحارب الاُمة الإسلامية في ثلاث اتجاهات. الاتجاه الأول: العدوان العسكري. الاتجاه الثاني: البعثات التبشيرية الإتجاه الثالث: وسائل الإعلام.
(العدوان العسكري)
هذه الجبهة المعادية قد فرضت علينا الحروب الصليبية واحتلت البلاد العربية في الحرب العالمية وزرعت إسرائيل في قلب الوطن العربي.
وهجمت عسكرياً علی العراق وأفغانستان وأسقطت الحكم فيهما، فكم قتل واغتيل وشرد الأبرياء وهي لا تزال تحاول لتكميل سلسلة المخططات الإجرامية لذلك توجّه الاتهامات نحو سوريا وايران ولبنان.
الاتجاه الثاني: البعثات التبشیرية تعمل علی الصعيد الإسلامي خاصة القارة الإفريقية. وقد رصدت الإمبريالية الغربية لذلك أموالاً كاملة تعادل ميزانة دولة عظمی وتموّل بهذه الأموال جيشاً جراراً من المبشرين والمبشرات. مثلاً أندونسيا أكبر دولة إسلامية يحاولون تنصير هذا البلد في خمسين عاماً و هذا الوضع يجري في أفريقيا ونيجيريا وقد سمعنا أن كثيراً من المسلمين تركوا دينهم لأجل المال. وما يفعله القوم لا يلامون علی ذلك لأنّهم متحمسون علی معتقدهم بل إنما نلوم أنفسنا علی التقاعس عن نشر ديننا.
الاتجاه الثالث: وسائل الإعلام. هذه الجبهة تنفق الأموال الطائلة وتستعمل ما لديها من الخبرات والفنيین وتستعمل كافة وسائل الإعلام المسموعة والمنظورة من إذاعات وتلفازات وأقمار صناعية حتی تنشر الرزيلة والفساد والزنا والإباحية والتفرقة والعنصرية وإثارة النعرات الطائفية والحرب النفسية وزرع البأس وتدمير الأخلاق وإحياء العز والكرامة والدين وبالنهاية المجتمع.
و منها الجبهة الوثنية، تحارب المسلمين في الهند ماذا جنی هؤلاء حتی يقتلوا ويذبحوا، لعلك سمعت ما ألمّ بالمسلمين في ولاية آسام الهند. ومن العجب أن الذين ذبحوا المسلمين في الهند يحجمون عن قتل النعاج ويتركون الفیران تأكل القمح ولا يستعملون المبيدات الحشریّة تحرزاً عن قتل الحيوان،لأن قتل ذي روح عندهم حرام، إذن كيف يباح سفك دم المسلم!؟.
ما ذكرنا لدی حضراتكم معشار ما تركناه مخافة السامة عليكم. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراَ.
يتبع……
عبدالواحد المؤمني(علي بایي)