و کذلك تصّدی إقامة صلاة الجمعة و دعوةالناس و إرشادهم و زاد أمجاده و مفاخره بتأسیس جامعة أنوارالعلوم بقریة خیرآباد سنة 1357هـ.ش و إنشاء جامعة دارالعلوم في قریة ریزة.والآن إضافة إلی إشراف کلا المرکزین المذکورین، یتولّی الاعتناء علی الشؤون الدینیة والاجتماعیة و الإشراف علی لجنة حل النزاعات في مدینة مشهد ریزة.و ما تطالعونه حوار جری […]

و کذلك تصّدی إقامة صلاة الجمعة و دعوةالناس و إرشادهم و زاد أمجاده و مفاخره بتأسیس جامعة أنوارالعلوم بقریة خیرآباد سنة 1357هـ.ش و إنشاء جامعة دارالعلوم في قریة ریزة.
والآن إضافة إلی إشراف کلا المرکزین المذکورین، یتولّی الاعتناء علی الشؤون الدینیة والاجتماعیة و الإشراف علی لجنة حل النزاعات في مدینة مشهد ریزة.
و ما تطالعونه حوار جری معه في الجامعة.

**سماحة المفضال السلام علیکم ورحمة الله، فی البدایة قُصّ لنا من حیاتکم:
*بسم الله الرحمن الرحیم.
أنا ولدت سنة 1312 في مدینة مشهد ریزة، و قضیت الدروس الإبتدائیة في مسقط رأسي و عند ما جاء الشیخ مولانا شمس الدین مطهری ( رح ) ( خریج دیوبند ومؤسس جامعة أحناف) و بنی جامعة ذهبت إلی خواف رجاءً لاستمرار الدروس و أخذت عنه العلم.
و في سنة 1333 سافرت إلی باکستان قاصدا لإکمال الدروس وتلقیت علی کبار العلماء مثل العلامة المفتي محمود، والشیخ درخواستي، والشیخ أحمد علي لاهوري، والشیخ خیرمحمد جالندري والمفتي محمد شفیع دیوبندي ( رحمهم الله ) و بعد إنهاء الدراسة في سنة 1342 رجعت إلی إیران وکان العلماء قلیلین في المنطقة آنذاک فبدأت بالجهود الدینیة وکنت أسافر إلی القری المجاورة إیقاظا و إرشاداً للناس حتی تعرّف الناس علی تعالیم دینهم و ازداد شوقهم و رغبتهم إلی الدین الحنیف وبادرنا ببناء مسجد یحتاجه الناس فی بدایة الأمر و الحمدلله کان الناس یستقبلون بحفاوة وترحاب للأنشطة الدینیة حتی استطعنا إقامة أولی صلاة للجمعة ثم بعد ذلك بنینا جامعة خیرآباد و ریزة بمساعدة الناس الخیرین و مساعیهم.

** متی و بأيّ دافع بنیت جامعة أنوارالعلوم خیرآباد؟
*بناء علی أنّ الحکومة السابقة ( الدولة الظالمة ) و موظفي الدولة لا سیما ساواك کانوا یهملون التعالیم الدینیة و خدمة القرآن و العلماء بل یمنعون أي نشاط دیني و إسلامي و یسدّون إنشاء کتاتیب القرآن فما زلنا نشعر بالخطر علی دیننا إن کانت الأحوال تستمر علی هذا المنوال سوف یفقد القرآن و الدین منزلتهما بین الناس، لأجل هذا کنّا نتوقّع و نرجو الفرج حتی جاء الإمام الخمیني و طلع فجر الثورة فوجد الإسلام مکانته المفقودة بین الناس و کأن الثورة کانت نوراً لإیقاظ المجتمع و نظراً إلی أنّ الإمام الفقید کان مدرس الحوزة یعلم أن العلماء و الحوزات العلمیة لها دور مهمّ في هدایة النّاس، فلذا أمر في بدایة الأمر بتأسیس و إنشاء أماکن التعلیم و قال کلامه التاریخي ( اجعلوا إیران کلها مدرسة ).
و کذلك قال في السنة و الشیعة: إنما الشیعة و السنة إخوة و یتساویان في الحقوق و الذین یثیرون الخلاف و النزاع بینهما لیسوا من الشیعة و لا من السنة.
و لأن إقامة الحکومة کانت علی الدین فخلّت سبیل التعلیم و التعلم ورحّبت بها و هذا کان باعثاً و دافعا لنا في إنشاء الجامعة الإسلامیة لإرشاد الناس و إبصارهم في الدین حیث کانوا شدیدي الحاجة و لایزالون محتاجین.
فأنا و المرحوم الحاج عبدالغفور رجبعلي زادة و الحاج عبدالحکیم رجبعلي زادة بنینا اللبنة الأولی لجامعة أنوارالعلوم بخیرآباد و کانت القریة خالیة من الإمکانیات کالطریق و الکهرباء و الماء السالم و المخبز حتی أن نساء القریة کن یطبخن الخبز للطلاب و في بدایة تأسیس الجامعة بدأنا التعلیم بأربعة طلاب وبتوفیق الله تعالی هذه الخطوة کانت هي الدافعة لإیجاد النزعة بین الناس فعرفوا أهمیة التعلیم شیئا فشیئا فازداد عدد الطلاب یوما بعد یومٍ حتی اضطررنا إلی توظیف بعض الأساتذة.
و کان رجال الدولة یتفقدونا أحیانا و یتحابوننا و في الأوائل ما وجدنا مدرسین و لذا اضطررنا بتوظیف العلماء الأفغانیین بمدة 14 سنة کالشیخ محمد صدیق، والشیخ دین محمد، والشیخ شیر أحمد والشیخ عبدالقیوم لکن بعد زمن صار زمام أمور الجامعة و مراقبتها بید علمائنا.

** کیف تری الظروف الراهنة للجامعة؟

  • بناءً علی أن الجامعة بنیت علی الإخلاص أخذت ترتقي و تتقدم و بلغ عدد الطلاب 300 طالب و منذ سنوات نظراً علی الطلب الوافر من قبل الناس و حاجة المجتمع أنشأنا قسم البنات للجامعة و حینئذٍ تتعلم 400 طالبةٍ العلوم الدینیة لیلا و نهاراً.
    و الجامعة إلی الآن تقدمت للمجتمع 300 حافظاً للقرآن الکریم وتخرج منها عشرات من العلماء و خریجوا هذه الجامعة علاوة علی الإیرانیین بعضهم من خریجی الأفغان ( ألذین درسوا و حفظوا القرآن فی هذه الجامعة حینما کانوا في إیران ) یشتغلون الیوم في أفغانستان بتعلیم العلوم الشرعیة و یخدمون مجتمعهم.

** کیف کانت حمایة الناس لأنشطة الجامعة و کیف کان تعاونهم؟
*إن شعبنا شعب محسن ومتأثر بحب الدین و إنّی أذکر في بدایة بناء الجامعة کما ذکرت آنفا کانت النساء یساعدن الطلبة و یطبخن لهم الخبز وهکذا الآن الناس یحبون الجامعة و العلماء لا سیما الأثریاء یساعدون الجامعة بأموالهم و یتفقدون أحوال الطلبة و الأساتذة بین الفنیة و الأخری وأتقدم بالشکر الجزیل في هذا المقام عن المبتدعین وأسأل الله لهم التوفیق.

** ما نصیحتك و توصیتك للناس والشباب؟

  • إن نصیحتی و طلبي من الناس لاسیما الشباب أن یعدّوا عدّتهم الدّینیة و یکونوا دائما مأنوسین بالقرآن و خدّاماً له و للدین. لأن أي خدمة یفعلونها للدین و إن کانت صغیرة تسجّل في سجل أعمالهم و تصیر عروة لهم یوم الدین. و أن یحفظوا وحدتهم و تضامنهم .
    و کلمتي إلی المسئولین أن یهتموا بواجبهم و إیاهم أن یصدر عنهم ظلم علی أحد. و کل شعب رزق مسئولون رحماء فهو شعب سعید.