کان من کبار المشایخ والعلماء الذین صاحبوه: «الشیخ سعد الدین الحمویة»، والشیخ «کمال الدین الخوارزمی»، والشیخ «الحسن البلغاری»، و«خواجة الغریب» (وهما کانا من کبار مشایخ الصوفیة النقشبندیة)، والشیخ «نجم الدین الرازي»، والشیخ «رضي الدین لالا»، والشیخ «فرید الدین العطار»، والشیخ «کمال الدین الخجندي»، و«الشیخ مجد الدین البغدادي» -قدس الله أرواحهم- وآخرون من المشایخ والعلماء الذین لا یسع المجال والمقام ذکرهم.

اسمه ونسبه ولقبه:
سیف الدین الباخرزي: هو «أبو المعالي سیف الدین سعید بن مطهر بن سعید الباخرزي الحنفي».
هذا العارف یُعرف في المنابع والمآخذ بلقبه «سیف الدین» المکنى بأبي المعالي في الکتب القدیمة کـ«الجواهر المضیئة»، «المجمل الفصیحي»، «تاریخ ملازادة»، وخاصة في الکتاب «الأوراد والأحباب».
سجلته المآخذ «سعیدا»، وکان في عصره معروفا بـ«شیخ العالم»، وبـ«خواجة فتح آبادي» لأجل إقامته فیه.
ولادته:
کان اسمه سعیدا وقد کان سعیدا حقا؛ وکما یُعلم من اسمه عاش بسعادة ونجاح في أظلم حضارة عصره في هذه البلاد حتى استطاع أن یخلد ذکره في کتب التاریخ، وقد سجل اسمه بین کبار العلماء؛ وکما یعلم من نسبه «الباخرزي» ولد الشیخ «سیف الدین» في مدینة «باخرز» الواقعة في أرض خراسان-إیران في الیوم 9من شعبان سنة 586 هـ.ق المصادف لـ27 شهریور569 هـ.ش، وهو عاش 72 عاما عیش عزة وشرف وعلم وإنتاج وإرشاد.
شیوخه في الفقه والتصوف والحدیث:
هو تعلم العلوم الابتدائیة في وطنه، ثم سافر إلى هرات ونیسابور وبغداد وبخارى لطلب الفقه والحدیث والتصوف والتفسیر عند المحدثین والفقهاء کـ«الشیخ شهاب الدین السهروردي»، «ابو الفتح الحصري»، و«علي بن محمد الموصلي»، و«إبراهیم بن سالار الخوارزمي»، و«المؤید الطوسي»، و«فضل الله بن محمد بن أحمد النوقاني»، و«جلال الدین المرغیناني».
ألبسه الشیخ «تاج الدین محمود الأشنهي» لباس تکریم وتقدیر في هرات.
هو کان من کبار مشایخ الصوفیة في بخاری؛ ولکن سمع الحدیث عند «جمال الدین الکردري»، و«أبو رشید الأصبهاني»، و«أحمد المحبوبي».
سفره إلى بخارى:
قیل: إنه قدم بغداد وعمره إحدى عشرة سنة، فسمع من «ابن الجوزي».
ثم مال إلى التصوف وذهب إلى خوارزم عند الشیخ «نجم الدین کبرى».
سلك الشیخ سیف الدین مراحل الطریقة والسلوك عند الشیخ «نجم الدین کبرى»، وبعد مدة قصیرة کساه شیخه کسوة الخلافة.
لقبه الشیخ «نجم الدین کبرى» ألقابا کـ«الإمام العارف»،و«شرف الإسلام»، و«مقدَّم الطائفة»،و«حجة السالکین».
ثم ذهب إلى بخارى، وبنى زاویة في قریة «فتح آباد»، وأقام الشیخ محافل ومجالس الموعظة والوعظ والنصیحة.
ویجتع طلابه ومحبوه من أنحاء العالم إلیه ویعتکفون علیه.
وبلغت شهرة الشیخ مبلغا کان یدعوه الناس بـ«الشیخ الأکبر».
ذهب الشیخ «سيف الدین» إلى بخارى قبل شهادة الشیخ «نجم الدین کبرى» سنة618هـ.ق.
وسکن فیها بعز ومکانة وکرامة إلى آخر عمره، وقضى فيها أكثر من أربعین من عمره. وتلقب بـ«شیخ العالم» في هذه المدینة أیضًا.
ذهب إلى خوارزم عند الشیخ «نجم الدین کبرى» بعد تحصیل الفقه والحدیث والقراءة عند العلماء في عصره، وعکف وفقا لأمره على الخلوة والریاضة.
ثم بعد الممارسة والخلوة والتحنث أربعین یوما نال درجة الخلافة لـ«نجم الدین کبرى».
تلامذته:
ذکر في الکتب أن الشیخ سیف الدین ربى تلامیذ ومریدین کثیرین.
کان من تلامذته الشیخ «خواجة بدر الدین السمرقندي»، هو سکن في «دهلي»، واشتغل بنشر أفکار واتجاهات الشیخ سیف الدین.
بالغ في الثناء علیه «شاه بن محمد الخوارزمي البخاري» المعروف بـ«علاء منجّم بخارى» في کتابه «الأشجار والأثمار» و هو من طلابه ومحبیه.
قال: إن الباخرزي روّج الشعر والسماع في هذه المدینة.
معاصروه:
کان من کبار المشایخ والعلماء الذین صاحبوه: «الشیخ سعد الدین الحمویة»، والشیخ «کمال الدین الخوارزمی»، والشیخ «الحسن البلغاری»، و«خواجة الغریب» (وهما کانا من کبار مشایخ الصوفیة النقشبندیة)، والشیخ «نجم الدین الرازي»، والشیخ «رضي الدین لالا»، والشیخ «فرید الدین العطار»، والشیخ «کمال الدین الخجندي»، و«الشیخ مجد الدین البغدادي» -قدس الله أرواحهم- وآخرون من المشایخ والعلماء الذین لا یسع المجال والمقام ذکرهم.
أبناءه:
کان للشیخ سیف الدین ثلاثة أبناء:
1- من أکبر أبناءه «جلال الدین محمد»، هو استشهد قریبا من بخارى وفي یوم الأربعاء 16 من جمادى الأولى 661هـ.ق.
2- «برهان الدین أحمد»، صرّح «فصیح أحمد الخوافي» في کتابه «المجمل»:
حج الشیخ «برهان الدین» الابن الأوسط للشیخ «سیف الدین الباخرزي»، وبقي الشیخ «برهان الدین» في کرمان بعد رجوعه من الحج واختارها للسکنى في کنف حمایة «عصمة الدین قتلغ ترکان خاتون» من ملوك «قراختاي» في کرمان (655-681) و توفي سنة 696 ه.ق.
وجاء «أبوالمفاخر یحیى ابن برهان الدین أحمد» من کرمان إلى بخارى، وتوفي «أبو المفاخر» یحیی في هذه المدینة سنة 736 ه.ق ،ودفن في «فتح آباد».
«أبو المفاخر» یحیی هو الذي لقیه ابن بطوطة إذا وصل إلی بخارى سنة 733 أو 734 ه.ق في « فتح آباد».
وسجل ابن بطوطة اسمه وتکلم عن حفاوته وکرمه وحسن استضافته في شرح «الممتعي».
3- «مظفر الدین مطهر» الابن الثالث للشیخ «سیف الدین الباخرزي» الذي جاء إلى قونیة بعد وفاة أبیه الشیخ سیف الدین (في سنة 659) ثم اختارها للسکنى وأقام فیها وتوفي الشیخ مظفر الدین المطهر في قونیة أیضا.
من آراء الشیخ:
کان یعتقد الشیخ أن لحصول المعرفة للسالك أربعة شروط :1- طیب البذر، 2- طیب المنبت، 3- طیب الغذاء، 4- سعادة الوقت.
وکان یرى کشیخه «نجم الدین کبرى» أنه لا یحسُن للسالك في أول سلوکه أن یشتغل بعمل سوى ذکر «لا إله إلا الله» بعد التفرغ من الفرائض، إلى أن ینشرح صدره ویتهیأ لجذب الأنوار الإلهیة.
وکان یرى أن على المرید أن یلتزم بمصاحبة شیخ واحد، وکان یصف للمعتکفین علیه الذکر الخفي.
تألیفاته:
الآثار المطبوعة:
1-الرباعیات، 2- رسالة في العشق، 3- الوصایا
الآثار المخطوطة:
1-شرح الأسماء الحسنى. 2- الرسالة إلى «سعد الدین الحمویة» 3- وقائع الخلوة، 4- الأوراد
وفاته:
توفي الشیخ «سیف الدین الباخرزي» وفقا للتاریخ الموثق في لیلة الأحد 24 من ذي القعدة سنة 659 هـ.ق المصادف لـ 6/آبان/640 هـ.ش، وواراه التراب في قریة «فتح آباد» الواقعة في بخارى بـ«أزبکستان».
رأى ابن بطوطة قبره وزاویته سنة 733 هـ.ق، وکان حفیده «أبو المفاخر یحیى الباخرزي متولیا لأمرها و یدیرها.
جدد بناءها الأمیر تیمور سنة 788 هـ.ق.
ودفن في جنب قبره کبار الشیوخ منهم ابناه الشيخ «جلال الدین محمد»، والشیخ «مظفر الدین أحمد»، وحفیده الشیخ «أبو المفاخر الباخرزي».
—————–
المنابع:
1- سیر أعلام النبلاء: ج23 ص 363
2- معجم دهخدا: ج3 ص 3932
3- نفحات الأنس ص 432
4- تاریخ گزیده ص 671
5- تاریخ ورجال مدینة التایباد ص 138
6- ریاض السیاحة ص 151
7- مجموعة الآثار لشیخ العالم «سیف الدین الباخرزي»
8- دانشنامه جهان اسلام: ج1 ص132
9- دایرة المعارف بزرگ اسلامِي: ج11 ص57
10- سفرنامه ابن بطوطة
11- مجمل فصیح خوافی
12- حبیب السیر: ج3 ص 61