شكرا يا أهل غزة إذ جبرتم كسرنا، وتخاذلنا تجاه مسؤوليتنا، وحملتموها وحدكم عن الأمة جمعاء، ولم يوهن همّتكم القعساء تشاغلُنا بأموالنا وأهلينا، وتركُنا فريضة الجهاد…، وشهادة السنوار والعديد من رفاقه وأقرانه في سبيل العقيدة برهانٌ ساطع على أن القرآن كتابَ الله الخالد هو دستور حياتكم ومنهج فكرتكم، وبه استبصرتم طريق الحق وقطعتموه.
من أهل خراسان علمائها وطلابها إلى أهل غزة وجبهات المقاومة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
السلام على كرامتكم وصمودكم يا أهل غزة! السلام على إيمانكم وشهادتكم! السلام على شجاعتكم ومغامرتكم إذ حطّمتم شوكة الكفر العالمي وقوته في عصر الإيمان بالمادية، وأثبتّم للعالمين قوة الإيمان وتغلّبه رغم قلة الإمكانيات والأسباب، ولقّنتم البشر كافّة دروسًا وعبرًا في التضحية والحرّية، والأخلاق الحسنة السمحة مع الأسرى، والرضا بالقضاء، وإيثار الآخرة الباقية على الدنيا الفانية، ما تعجز عن ترسيخها في القلوب الجامعات الكبيرة بشهاداتها، والأكاديميات العلمية بمؤتمراتها، وأصحاب الدعوة بدعواتهم، ولو صرفوا في سبيل ذلك أعمارهم؛ لأنكم رجال العمل والعزيمة والتطبيق. قد تمثّلت فيكم الرجولة، والبطولة، والحماسة الدينية بمعانيها السامية العميقة نحو قدسنا العزيزة ومسرى نبينا ﷺ.
شكرا يا أهل غزة إذ جبرتم كسرنا، وتخاذلنا تجاه مسؤوليتنا، وحملتموها وحدكم عن الأمة جمعاء، ولم يوهن همّتكم القعساء تشاغلُنا بأموالنا وأهلينا، وتركُنا فريضة الجهاد…، وشهادة السنوار والعديد من رفاقه وأقرانه في سبيل العقيدة برهانٌ ساطع على أن القرآن كتابَ الله الخالد هو دستور حياتكم ومنهج فكرتكم، وبه استبصرتم طريق الحق وقطعتموه.
نُطمئنكم بأن بطولاتكم وتضحياتكم لن تُمحى عن ذاكرة التاريخ، بل وستغرس في أبناء الأمة القادمة والجيل المستقبل روح المقاومة والفداء، ونقول بكل صراحة: إن الله نصركم بالجهاد والشهادة، ولا نقول سوف ينصركم؛ لأن النصر ليس في العدد والعدّة وقهر العدو، ولا شك أن مقاومة فئة قليلة في بقعة من الأرض لا تتجاوز ٤٠٠كم۲ أمام أكبر دول العالم وأشرسها لم تكن لتتحقق لولا نصر الله وتأييده، ونحن أهل خراسان ـلا سيما أصحاب المدارس الدينية لأهل السنة والجماعةـ نندّد جميع الاعتداءات الصهيونية ضد البشرية، ونعلن حمايتنا عن فلسطين المحتلة، ونرى أهلها في جهادهم على الحق، وعدوَّهم على الباطل!
ولن نكتفي بذلك! بل وسنبعث إن شاء الله تبرعاتنا المادية برجل منا لنشارك إخواننا في آلامهم وأحزانهم، ولو سمح الله وانفتحت الحدود سنتكاتف إخواننا الفلسطينيين في ساحات الجهاد، ونضحي بأنفسنا لتحرير القدس الشريف وبعون الله وقوته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
٢١/جمادى الأولى/١٤٤٦ الهجري
جامعة أنوار العلوم – تايباد – خراسان
Sunday, 13 July , 2025