بناؤه الكعبة كما كانت في عهد إبراهيمكان الحصين بن نمير الكندي محاصرا مكة فلما توفي يزيد بن معاوية ارتحل عنها، فأمر عبد الله بن الزبير بهدم الخِصَاص التي كانت حول الكعبة وكنس مافيها من الحجارة والدماء، فبدت الكعبة مُتَوَهِّنَةً فيها أمثال جيوب النساء من حجارة المنجنيق وقد اسودّ واحترق الركن، فشاور عبد الله بن الزبير […]

بناؤه الكعبة كما كانت في عهد إبراهيم
كان الحصين بن نمير الكندي محاصرا مكة فلما توفي يزيد بن معاوية ارتحل عنها، فأمر عبد الله بن الزبير بهدم الخِصَاص التي كانت حول الكعبة وكنس مافيها من الحجارة والدماء،

فبدت الكعبة مُتَوَهِّنَةً فيها أمثال جيوب النساء من حجارة المنجنيق وقد اسودّ واحترق الركن، فشاور عبد الله بن الزبير الناس أياما في هدمها وبنائها فلما عزم غدا عليها يوم السبت من منتصف شهر جمادى الآخرة سنة 64 هـ، فهدمها حتى وضعها كلها بالأرض، ثم حفر الأساس فوُجِدَ واصلًا بالحِجْر مُشَبِّكًا، فدعا خمسين رجلًا من قريش، وأشهدهم على ذلك، وجعل الحَجَر عنده في تابوت في سَرقة من حرير، ثم بنى البيت وأدخل الحِجر فيه، وجعل للكعبة بابين موضوعين بالأرض، باب يُدخل منه، وباب يُخرج منه بإزائَه من خلفه، وقال: “إن عائشة حدثتني أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لها: « إن أراد قومك يبنون البيت على ما كان على عهد إبراهيم فليفعلوا ذلك». فأرتني عائشة الذي أراها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكان عندي مذروعًا حتى وَليْت هذا الأمر، فلم أعْدُ به ما قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فرأى الناس يومئذ أنه قد أصاب. وبنى البيت حتى بلغ موضع الركن الأسود فوضعه، وكان الذي وضعه حمزة بن عبد الله بن الزبير، وشده بالفضة لأنه كان انصدع، ثم ردّ الكعبة على بنائها، وزاد في طولها فجعله سبعًا وعشرين ذراعًا، وخلّق جوفها، ولطّخ جدرَها بالمسك حتى فرغ منها من خارج، وسترها بالديباج، وهو أول من كساها الديباج. فلما فرغ من بناء الكعبة اعتمر من خيمة جُمانة عند مسجد عائشة ماشيًا معه رجال من قريش كابن صفوان وعبيد بن عمير الكناني وغيرهما.
المصدر: ویکیبیدیا