ينبغي أن لا ننسى أن الله قسم العلم كما قسم الأرزاق، كل يجد علمه حسب جهده وطلبه، فمن طلب العلم مخلصا مجاهدا نال ما تمناه، ومن لم يكن مخلصا وترك الجهد تكاسلا مغافلا كان كمن اختار سببا ثم أضاعه، لذا يجدر بطالب العلم الشرعي أن يتصف ببعض الصفات اللازمة التي بها يرتقي مراقي الفلاح، ولنا […]

ينبغي أن لا ننسى أن الله قسم العلم كما قسم الأرزاق، كل يجد علمه حسب جهده وطلبه، فمن طلب العلم مخلصا مجاهدا نال ما تمناه، ومن لم يكن مخلصا وترك الجهد تكاسلا مغافلا كان كمن اختار سببا ثم أضاعه، لذا يجدر بطالب العلم الشرعي أن يتصف ببعض الصفات اللازمة التي بها يرتقي مراقي الفلاح، ولنا أن نستحضر أن المقصود من العلم العمل، والعلم ليس مقصودا لذاته بل لغيره؛ ألا وهو العمل، فمن كان عاملا بما علم ازداد علمه، ومن علم ولم يعمل كان كالذي غرس غرسا ولم يجنِ ثماره، فعلى هذا؛ ينبغي لطالب العلم أن يسلك مسلكا ينجو به من الهلاك والضياع…

يقول الشاعر:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تمشي على اليبس

فبمناسبة بداية العام الدراسي الجديد؛ أنصح نفسي وإياكم:

أن نخلص نياتنا ونصبر على البلاء والمجاهدات .
أن نتقيَ الله في السر والعلن لقوله تعالى: واتقوا الله ويعلمكم الله.
أن نجتهدَ اجتهادا ينسينا الطعام والشراب لأن “العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك”.
أن نتأدب مع أدوات العلم والأساتذة وكل ما في المدرسة من الآلات والعملة.
أن لا نكون عابثين مسرفين بما رزقنا الله من الفهم والفطانة والوقت والشباب والصحة والمال؛ لأن الله تعالى منع ذلك: ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين.
وآخر ما أقول: على الطالب العزم والجد، وعلى الأستاذ الصبر والمثابرة.

بقلم : أبو محمد نصيرالله المنصور

المصدر: شبکة المدارس الاسلامیة